الأحد، 24 أبريل 2011
الاثنين، 5 يوليو 2010
مسجدنا
وعزمتُ على القيام بتجديدات شاملة فيه ، في المظهر والمخبر معًا .. وشرعنا جميعًا - رُوَّادَ المسجد - في أعمال تجديداته ، مستعينين بالله وعازمين على تنفيذ كل ما نستطيعه بأيدينا دون استئجار حِرَفيَّين أو أنفارٍ لذلك ... كبارنا مع صغارنا جنبا إلى جنب .. شيوخ وشباب وأشبال ... بل ونساء أيضا !
وكانت تسودنا رُوح عظيمة وفرحة غامرة لأننا نعمل في مسجد ونعمِّر بيتًا من بيوت الله ، لا يصيبنا تعب ولا مَلَل ، نتدافع نحو العمل تدافعًا ، لا يتخاذل عنه أحد أو يتباطأ ... ووالله لو لم يكن لنا ثواب غير هذه الفرحة وتلك الروح لَمَا رجونا أكثر من هذا !
وكان حاضرًا أمام ذهني وقتها مشهدُ بناء المسجد الأول في المدينة المنوَّرة بهجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .. إذ بُنِي بسواعد المؤمنين ، واشترك معهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حمل اللَّبِنات والأحجار ، وكان الصحابة يستمدُّون منه الحماسة إذ يرونه يَجْهَد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم ، حتى ارتجز بعضهم بهذا البيت :
لئن قعدنا والرسولُ يعمل *** لذاك منا العمل المُضلَّل
مواقف كثيرة مررنا بها في هذا اليوم المبارك ... أذكر منها موقفًا لشبل لا يتجاوز عمره أربع سنوات ، جاءني بجنيهينِ اثنين وقال لي : هذا للمسجد !! ورُبَّ جنيهٍ سبق أَلْفًا ..
وكان من لا يستطيع التبرع بالمال يعطينا من قُوَّته وخبرته في حِرْفته ، أو في المساعدة بما يستطيع ، وآخرون يتسابقون في ملاحقتنا بالمشروبات كل ساعة ...
وصدق من قال :
أمة تنام .. ولكنها لا تموت
الخميس، 10 يونيو 2010
الأحد، 25 أبريل 2010
مات أبي ؟
مات أبي ؟
نعم ... هي جملة إنشائية .. استفهامية ...
فلستُ أدري هل مات حقا أم لا !!
لست أدري هل مات حقا أم أنني في حلم .... لكنَّ عهدنا بالأحلام أنها لا تطول هكذا !
لم أكن أتصور أنه سيأتي اليوم الذي لا نرى فيه أبانا في البيت !
ولم أكن أصدق أنه مات عندما رأيته بعد صعود روحه إلى بارئها !
وعند الغسل .. كنتُ كلما قلّبه المغسِّل أقول : سيتحرك الآن .. سيقوم الآن !! غير أنه ما تحرك وما قام !!
وعندما وُضع أمامي للصلاة عليه ... لم أكن أصدق أنه أبي !!
وعند إنزاله القبر ما كنتُ أصدق أن هذا المكفَّن هو أبي الذي كان بيننا !!
وبعدما أُغلق عليه القبر وأُعطيتُ مفتاحه .. لم أكن أصدق أنني أمسك مفتاحا لقبرٍ فيه أبي !!
وبعدما انصرفنا لم أكن أصدق أنني تركتُ أبي ... أو أنه هو الذي تركنا ... وأنني سأعود إلى البيت فلا أراه !!
وربِّي ... إلى اللحظة لا أصدق أنه مات !!!
علمتُ الآن كيف هَذَى عمر بن الخطاب عندما مات من صار أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه .. الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .... ومَن عمر ؟! إنه الرجل الذي وأد ابنته في الجاهلية بقلب كالحجر بل كان أشد قسوة .... إنه عمر ذو العقل الراشد والقلب المكين !!
أدركتُ الآن ذلك الشعور القاسي .. حين يصحو الإنسان من نومه فلا يجد أباه !! وعلمتُ كم هي مأساة ومعاناة أبناء الشهداء الذين يسقطون بالمئات في غزة وغيرها من بلاد المسلمين المستهدفة ....
مات أبي الحبيب بعد أربعة أشهر من المرض ، وبعدما تدهورتْ حالته الصحية العامة قبل حوالي عشرة أيام من موته ..
مات بعدما بيَّن لنا ما له وما عليه .. وبعدما أوصانا بأن يكفَّن في ثياب الإحرام ، وبأن نهتمّ بالمسجد الذي بناه ..
مات أبي الحبيب !! وقد عهدته سنين طوالا لا تفوته تكبيرة الإحرام في الجماعة الأولى حتى أقعده المرض عن النزول إلى المسجد .. غير أنه ما ترك صلاة حتى مات ، وكان في غيبوبته الأخيرة كلما تنبَّه سأل عن موعد الصلاة !!!
مات أبي الحبيب بعدما صفي صدرُه من كل غلّ وبعدما زاره كل أحبابه ومن يعرفونه واسترضاهم جميعا واستسمحهم !!
مات بعدما قضى آخر أسبوع من حياته في الدعاء لنا والتلطُّف معنا أكثر من أي وقت مضى !!
مات بعد ساعات من قوله : أحمد هو الذي يردّ روحي !!
كانت أمنيته أن يراني معيدا في الجامعة ، بعدما تأخر استلامي للعمل حوالي ثلاث سنوات عن موعده الأصلي ... وقد تحقق ما كان يرجو قبل موته بشهور !!
نحسبك على خير يا أبي ، ولا نزكيك على الله ...
إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، وإنا لفراقك يا أبانا لمحزونون ... ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ....
إنا لله وإنا إليه راجعون
5 أبريل 2010
السبت، 20 مارس 2010
لحظات السعادة
يعيش ابنُ آدم ما يعيش .. خمسين سنة .. ستين .. سبعين .. يعيش ما يعيش .. بين سعادة وشقاء ، وأفراح وأحزان ، وطِيب نفس وهَمِّها .. بين ذئاب ويَمَام ، وقلوب وأحجار ، وعواطف وصخور ...
فأيُّ ذلك يُحسَب من عمره ؟
لا أحسبنا نحسِب من عمرنا سوى لحظات السعادة .. فحسب ..
تسعد حينما تشعر أن ربَّك اللهُ .. البَرُّ الرحيم .. حنَّان منَّان .. جوَّاد كريم .. يرعاك ... سبحانه ..
تسعد حينما تدرك نِعم الله عليك .. أولها أنه ربك وليس لغيره فيك شيءٌ .. ثانيها أنك على الدين الذي ارتضاه لعباده .. ثالثها أن قلبك يضيء بنور الإيمان .. رابعها أن كلام الله بين يديك تستطيع قراءته وفهم معانيه .. خامسها أنْ وَفَّقك أو وَفَّق لك صحبةَ خيرٍ ... سادسها .. عاشرها .... آخِرُها أنها من كثرتها لا تُحصَى ... سبحانه ..
تسعد حينما تَرتَمِي على عَتَبَات بابه .. حينما تغمُرُك مشاعرُ الذل والعبودية والانكسار لله سبحانه .. حينما تَنحَدِرُ على وَجْنَتيك دمعةٌ من خشيته .. أو دمعةٌ من شوقك إلى لقائه .. أو دمعةٌ من انكسار وإنابة بعد ذنب .. أو دمعةٌ من إحساسك بعظمته وعِظَم قَدْره ... سبحانه ..
تسعد حينما يبتليك ، ومع ابتلائه يرزقك الصبر والرضا بقضائه ، فلا تجد لنفسك فضلاً ؛ فهو المبتلِي وهو المصبِّر ... ثم .. بعد الرضا بقضائه وحكمته يعوِّضك عن ابتلائه ، فتعلم أنه ما أراد بك إلا الخيرَ .. اختارك من بين عباده ليبتليك ويثبِّتك ثم يعوِّضك أضعافا مضاعَفة ، وفي كل ذلك ليس لك من أمرك شيء فالأمر كله بيديه ... سبحانه ..
تسعد حينما يَمُنُّ الله عليك بقلبٍ رحيمٍ رقيقٍ بكل مسلم .. بكل مخلوق .. قلبٍ كقلب الطفل .. قلبٍ لا يَخدِشه الغِلُّ والحِقْدُ وسائر أدواء القلوب ..
تسعد حينما تُدخِل فرحةً على محزون .. وتُنفِّس كَرْبًا عن مكروب ... حينما تَبذُل البَسْمة الرقيقة الصافية لكل الناس .. فتُطيِّب بها نفوسَهم ، وتُثلِج بها صدورَهم ..
تسعد حينما تمسُّ يدُك رأسَ يتيم ويضمُّه صدرُك ، فتُشعِره أنَّ في الدنيا قلوبًا تَشعُر به ، وأفئدةً تهفو إليه ..
تسعد حينما تحبُّ الناسَ كلَّ الناس .. ويحبك الناسُ كلُّ الناس ..
تسعد حينما ترى مَن تحب .. وتسمع صوت مَن تحب ..
..........
تلك لحظاتُ السعادة في حياة ابن آدم .. وهي - فقطْ - عُمره .. وما سواها لَهْو باطل لا يُحسَب في عمره ..
ولا يُبالِي بعدها بمكر ماكر ، وحقد حاقد ، وحسد حاسد ..
لا يُبالِي بعدها بفَوَات مال ، أو بضياع عَرَضٍ زائلٍ من حُطَام الدنيا ..
لا يُبالِي بعدها بما يَلهَث وراءَه الناسُ .. فهو في غِنًى عن كل شيء وقد أدخله الله جَنَّة الدنيا بما يجدُه في قلبه ...
الأربعاء، 24 فبراير 2010
الطفل الفقيد .. محمد طه
قد لا يجد الإنسان في بعض الأحيان من الكلمات ما يكفي لنقل ما في نفسه تجاه شخص ما ..
وقد تجد الإنسان محبوبا بين الناس ، يتلهّفون لرؤيته وسماع صوته ، ويأنسون بحديثه إليهم ، ويرتاحون إلى الحديث إليه .. حتى تكاد تجزم أن الله قد وضع له القبول في الأرض !
وربما يكون غريبا أن يكون هذا الشخص المحبوب بين الناس طفلا صغيرا لم يتجاوز العاشرة من عمره !!
فما الذي يدعو الناس إلى حب مَن كان في هذه السن ؟!
فلا شخصيته نضجتْ ، ولا عُمُره سمح له بأعمالٍ يُذْكَر بها !!
أمر عجيب إذنْ ... إلا أن يكون حب الناس له شيئا قذفه الله في قلوبهم لسرٍّ يعلمه سبحانه !
....
الطفل الحبيب محمد طه ... كانت أول معرفتي به في الملتقى القسّامي ، حين كانت خالته تذكر اسمه ، فأنشأتُ له عضوية في الملتقى (شبل الملتقى) وأهديتُه إياها ليبدأ في المشاركة بنفسه وهو في الثامنة من عمره .
وكم سبق أعمامه وخالاته في حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من الأربعين النووية ... وكم كان يحزن إذا سبقه أحد !
أضفْ إلى ذلك اجتهاده في دراسته ونبوغه وحضور ذهنه وسرعة بديهته .. حتى ما يقول أحد إنه في الثامنة ! وحتى أمّلتُ فيه خيرا كبيرا في مستقبله !
ولكن يشاء القدر أن يصير هذا الطفل الرقيق ذكرى في القلوب ! بعدما دهستْه سيارة مجنونة بعد صلاته الجمعة مباشرة (12 فبراير 2010) لتصعد روحه الطاهرة إلى ربها ، دون أن يدنّس بما دنس البشرَ من الذنوب ، وليترك في قلوب أهله وأصدقائه ومَن عرفوه أسًى وحزنا يُنسيهم كثيرا من مُصاباتهم !
...
وإنا لله وإنا إليه راجعون
الثلاثاء، 16 فبراير 2010
أشتات مجتمعات
صفحات أفتحها لأشتات من الأفكار ...
في اللغة والعلم ..
في الحياة والتجارب ..
في الدعوة والإسلام ..
لنصير جميعا ... بلا وطن !
ونكون جميعا